في هذا المقال على منصة عافيتي، نستعرض كيف أن النشاط البدني يُعد وسيلة طبيعية فعالة لتعزيز الصحة النفسية، وتحسين المزاج، وتعزيز وظائف الدماغ والنوم والثقة بالنفس.
كما نوضح أهم أنواع التمارين المناسبة لكل حالة، بحسب توصيات الخبراء ومنظمة الصحة العالمية.
النشاط البدني والصحة النفسية:
تأثير عميق على النفس والجسد
النشاط البدني ليس مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، أو تخفيف الوزن، بل له تأثير عميق ومباشر على صحتنا النفسية. ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية تسهم في تحسين المزاج، تقليل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، وتعزيز وظائف الدماغ بشكل عام.
هذه أهم الفوائد الرئيسية للنشاط البدني على الصحة النفسية.
الرياضة يمكن أن تكون أداة فعالة بنفس قدر الدواء في علاج الاكتئاب والقلق.
د. مايكل أوتس (أستاذ الطب النفسي – جامعة هارفارد)
1. تقليل القلق والاكتئاب والتوتر: كيف تساعدك الرياضة على الشعور بالتحسن؟
النشاط البدني يؤدي إلى تحسين المزاج بشكل كبير وتقليل أعراض القلق والتوتر والاكتئاب. التمرين يعمل على زيادة إفراز الإندورفينات في الدماغ، وهي مواد كيميائية طبيعية تساعد على تحسين المزاج والتخفيف من الألم. الإندورفينات تُعرف أحيانًا بأنها "هرمونات السعادة".
يمكنكم قراءة المزيد عن الاكتئاب
2. تحسين وظائف الدماغ والذاكرة
النشاط البدني يعزز نمو الخلايا العصبية في الدماغ، خصوصًا في منطقة الحُصين (Hippocampus)، وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم والذاكرة. التمرين المنتظم يزيد من حجم الحُصين، مما يؤدي إلى تحسين الذاكرة وقدرة التعلم. كما أن الرياضة تساعد على تعزيز الاتصال بين خلايا الدماغ وتحسين الانتباه والتركيز.
3. التمارين والنوم: هل تساعدك على النوم العميق؟
هناك ارتباط وثيق بين النشاط البدني الجسدي وجودة النوم. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تؤدي إلى تقليل اضطرابات النوم وتحسن جودة النوم بشكل عام. النشاط البدني يساعد في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، ما يسهم في النوم العميق والمريح.
4. الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز
عندما نمارس الرياضة بانتظام، فإننا نواجه تحديات ونحقق أهدافًا معينة، حتى وإن كانت بسيطة. هذا الشعور بالإنجاز يعزز من الثقة بالنفس ويقوي مشاعر الاستقلالية.الأشخاص الذين يلتزمون بنظام رياضي منتظم يعبرون عن زيادة ملحوظة في تقديرهم لذاتهم والشعور بالقدرة على التحكم في حياتهم.
5. كيف تساعد التمارين في التعامل مع التوتر؟
التوتر جزء من الحياة اليومية، ولكن القدرة على التعامل معه تتفاوت من شخص لآخر. النشاط البدني يساهم في تقليل مستويات هرمون *الكورتيزول*، وهو هرمون مرتبط بالتوتر.التمارين الرياضية تساعد في تقليل التوتر المزمن وتحسين قدرة الجسم على التأقلم مع الضغوط الحياتية.
6. التمارين كوسيلة لبناء علاقات اجتماعية
ممارسة النشاط البدني في بيئة جماعية، مثل الانضمام إلى نادي او فريق أو ممارسة رياضة جماعية، يمكن أن توفر فرصًا لتكوين علاقات اجتماعية جديدة. هذه التفاعلات الاجتماعية تُحسن الصحة النفسية من خلال تعزيز شعور الانتماء والدعم الاجتماعي، وهو عامل مهم للصحة النفسية. فالنشاط البدني الجماعي يحسن بشكل كبير من الحالة النفسية والمزاج.
7. إدارة العواطف بشكل أفضل
أثبتت الدراسات العلمية أن النشاط البدني يمكن أن يساعد في تحسين قدرة الأفراد على إدارة العواطف السلبية، مثل الغضب أو الإحباط. ، الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يظهرون قدرة أكبر على التحكم في مشاعرهم العاطفية والتفاعل بشكل أكثر إيجابية مع الضغوط اليومية.
ماهي الرياضة المفيدة وكم مقدارها؟
يتبين مما سبق أن الفوائد النفسية للنشاط البدني تتجاوز تحسين اللياقة البدنية؛ إنها تسهم بشكل كبير في تحسين المزاج، تقليل القلق، تعزيز الوظائف العقلية، وزيادة الثقة بالنفس. لذلك، يجب أن نحرص على دمج الأنشطة البدنية في روتيننا اليومي، سواء كانت تمارين هوائية مثل المشي والجري أو تمارين القوة أو حتى تمارين المرونة و التمارين السويدية.
يمكنك الإطلاع على مخاطر التعرض المستمر لأخبار الكوارث والأزمات وسبل التفاعل الإيجابي معها
ولكن عن اي نشاط بدني نتحدث؟
تذكر العديد من الدراسات أن لتمارين المقاومة تأثير أوسع على أعراض الاكتئاب، بينما ممارسة رياضات الاسترخاء والتأمل والنشاطات التي تربط بين العقل والجسد كان لها تأثير واضح في القلق. وفيما يتعلق بمجال كثافة الرياضة ومدتها، تبين أن الرياضة عالية الكثافة ترتبط بتحسن ملحوظ وكبير لدى من يعاني الاكتئاب والقلق.
وتسلط المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية الضوء على أن ممارسة النشاط البدني بأي قدر كان أفضل من عدم ممارسته إطلاقاً؛ لأن جميع الأنشطة البدنية مهمة؛ وينبغي أن تحرص جميع الفئات العمرية على تحديد مقدار الوقت الذي تقل فيه حركتها؛ لأن تقوية العضلات تفيد الجميع.
وبالنسبة لمدة التمارين بينت عدة دراسات ان ١٠ الى ١٥ عشر دقيقة من التمارين عدة مرات بالاسبوع كانت كافية ومفيدة للصحة الجسمية والنفسية.
البدء بحركات بسيطة ومستمرة يمكن أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في صحتنا وصحتنا النفسية بشكل عام.
لا تتردد في البدء بحركة صغيرة اليوم، وراقب كيف ستؤثر إيجابيًا على حالتك النفسية!
الخلاصة: النشاط البدني يسهم في تعزيز الصحة النفسية من خلال تقليل القلق والاكتئاب وتعزيز وظائف الدماغ.
لحجز استشارة أونلاين أو في مركز عافيتي - غازي عنتاب
اضغط على الرابط للتواصل عبر الواتس أب:
https://wa.me/message/WQK52NAOWTI2C1
أو من خلال رقم الهاتف
87 39 202 507 90+
المصادر:
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/physical-activity
https://www.psychiatrist.com/jcp/physical-activity-interventions-mental-illness-systematic/

