في عافيتي، نوضح لك اضطراب القلق الاجتماعي وكيف يؤثر على علاقاتك وفرصك، ونقدّم لك الاستشارات النفسية والتثقيف النفسي المتخصص لتجاوز هذا التحدي بثقة وكفاءة.
هل شعرت يومًا بأن نظرات الآخرين تراقبك؟
أن كل كلمة تقولها قد يساء فهمها، أو تُنتقد؟
أنك تُعيد مشهد لقاء اجتماعي في رأسك عشرات المرات، تبحث عن "الخطأ" الذي ارتكبته دون أن تدري؟
قد نظن أحيانًا أن الخجل سمة لطيفة، أو أن التوتر في المواقف الاجتماعية أمر طبيعي...
لكن، حين يتحوّل هذا القلق إلى "حاجز يقيّد حركتنا، علاقاتنا، وفرصنا"، فقد نكون أمام ما يُعرف بـاضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder).
ما هو القلق الاجتماعي؟
القلق الاجتماعي ليس مجرد خجل، بل خوف مفرط ودائم من تقييم الآخرين لنا بشكل سلبي.
يشعر الشخص الذي يعاني منه بأنه تحت المجهر دائمًا، وأن أي تصرّف بسيط قد يجلب السخرية أو الانتقاد.
كلما تجنّبت المواقف التي تثير قلقك، ازدادت مخاوفك منها
ألبرت إليس(عالم نفس أمريكي)
قد يظهر القلق الاجتماعي من خلال:
* الخوف الشديد من التحدث أمام مجموعة أو طرح سؤال.
* تجنّب المناسبات الاجتماعية أو اللقاءات العائلية.
* تسارع نبضات القلب، تعرّق، رجفة، أو شعور بالغثيان عند التواجد مع الآخرين.
* التردد في النظر في عيون الآخرين أو بدء محادثة.
* إعادة تحليل المواقف الاجتماعية السابقة بشكل مفرط (ما يُعرف بالتفكير الاجتراري).
* تجنّب أي موقف قد يتضمن تركيز الانتباه عليه (كالطعام أمام الناس، أو الدخول إلى غرفة مليئة بأشخاص).
أهم أعراض القلق الاجتماعي:
1. يكون هناك خوف واضح ومُستمر من مواقف اجتماعية يُحتمل فيها تقييم الآخرين. ويترافق معه عوارض جسدية (برودة اطراف، غثيان، دوخة،خفقان قلب، تلعثم وغيرها).
2. يُدرك الفرد أن خوفه مبالغ فيه أو غير منطقي، لكنه لا يستطيع السيطرة عليه.
3. تؤدي هذه المخاوف إلى تجنّب فعلي أو معاناة شديدة عند التعرّض للموقف.
4. تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل.
5. تُحدث هذه الحالة أثرًا ملحوظًا في الأداء الوظيفي، الاجتماعي، أو الأكاديمي للفرد.
ما هو الفرق بين القلق المعمم والقلق الاجتماعي
رغم أن كلاهما من اضطرابات القلق، إلا أن هناك فروقًا مهمة بينهما:
القلق المعمم (GAD): يتميز بقلق مفرط ودائم حول أمور الحياة اليومية المختلفة (كالعمل، الصحة، المستقبل، العلاقات)، دون أن يكون مرتبطًا بموقف محدد. ويصاحبه أعراض جسدية مثل الشد العضلي، الأرق، والتعب المستمر.
القلق الاجتماعي (Social Anxiety): يتركّز القلق على المواقف الاجتماعية أو مواقف الأداء أمام الآخرين (كالحديث، الأكل أمام الناس، أو مقابلة جديدة). ويكون الخوف الأساسي من تقييم الآخرين بشكل سلبي.
باختصار: القلق المعمم واسع النطاق يشمل مجالات الحياة اليومية، بينما القلق الاجتماعي محدد أكثر ويتمحور حول التفاعل مع الآخرين.
للاطلاع على اضطراب القلق
من أين يأتي القلق الاجتماعي؟
العوامل المؤدية للقلق الاجتماعي متعددة، تتضافر لتؤدي إليه:
عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي للقلق أو الخجل الشديد.
تجارب سابقة مؤلمة: كالتعرض للتنمر أو الإحراج أمام الآخرين في الطفولة.
بيئة تربوية صارمة أو ناقدة: تعزز الخوف من الخطأ أو من تقييم الآخرين.
مضاعفات القلق الاجتماعي:
مشاكل على المستوى المهني والاجتماعي،
المعاناة من اضطرابات نفسية اخرى( القلق، والرهابات، والهلع والاكتئاب)
اعتماد اساليب سلبية لتجنب القلق وتقليل المعاناة (اساءة استخدام المواد والمهدئات والكحول)
كيف يُعالَج القلق الاجتماعي؟
الخبر الجيد هو أن القلق الاجتماعي قابل للعلاج بفعالية عالية، وتشمل خيارات العلاج:
1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT):
من خلال:
* تحديد الأفكار السلبية المرتبطة بالمواقف الاجتماعية
* إعادة صياغتها بصورة أكثر واقعية
* التدرّب السلوكي على مواجهة المواقف تدريجيًا
2. تقنيات الاسترخاء وتنظيم التنفس:
كتمارين التنفس العميق، والتأمل، وتمارين التهدئة الجسدية.
3.العلاج الدوائي (عند الحاجة):
مثل مضادات الاكتئاب
متى يجب زيارة الأخصائي النفسي؟
إذا لاحظ الشخص أو من حوله أن:
* القلق يمنعه من إتمام الدراسة أو العمل أو تكوين علاقات.
* هناك تجنّب مزمن للمواقف الاجتماعية.
* تبدأ الأعراض الجسدية بالتفاقم مع كل موقف اجتماعي.
* تستمر الأعراض لأكثر من 6 أشهر وتُحدث ضيقًا واضحًا.
لقراءة المزيد عن هل يشفى الاضطراب النفسي
التواصل مع مختص نفسي ليس ترفًا، بل خطوة نحو التحرر من قيد ثقيل يُعيق الحياة.
ختاماً :
القلق الاجتماعي لا يعني أنك ضعيف أو غير اجتماعي بطبعك، بل أنك تحمل حساسية مفرطة تجاه التقييم... وهذه الحساسية يمكن تنظيمها بدعم نفسي سليم.
واضطراب القلق الاجتماعي كغيره من الاضطرابات النفسية ينجم عن عوامل عديدة، و يمكن علاجه والتقليل من آثاره من خلال انشطة وتدخلات متنوعة نفسية واجتماعية وطبية ومعرفية.
المعرفة هي اول خطوات التعامل مع الاضطراب النفسي والوقاية منه والحد من آثاره، والتعافي منه.
لحجز استشارة أونلاين أو في مركز عافيتي - غازي عنتاب
اضغط على الرابط للتواصل عبر الواتس أب:
https://wa.me/message/WQK52NAOWTI2C1
أو من خلال رقم الهاتف
87 39 202 507 90+
المصادر:
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/anxiety-disorders?utm_source
https://pshj.journals.ekb.eg/article_138572_ae9e7e9c8401fabd65e9f9ea9631a9bb.pdf?utm_source

