هل يؤثر نمط ارتباطك منذ الطفولة على علاقاتك اليوم؟

فريق مركز عافيتي بإشراف أ. صلاح الدين لكه

منذ أسبوعين

هل يؤثر نمط ارتباطك منذ الطفولة على علاقاتك اليوم؟

في منصة عافيتي اكتشف كيف تتشكل أنماط الارتباط منذ الطفولة وتأثيرها على علاقاتك وصحتك النفسية. تعرف على الأنماط الأربعة للارتباط، وكيف يمكن للعلاج النفسي والعلاقات الصحية أن تساعدك في بناء ارتباط آمن وحياة أكثر توازنًا.


نظرية الارتباط (التعلق) Attachment : 

كيف تتشكل أنماط الارتباط العاطفي مع الآخرين منذ الطفولة؟

هل تساءلت يومًا لماذا نقترب من بعض الناس بسهولة، بينما نخشى الارتباط بآخرين؟

لماذا نشعر أحيانًا بأننا نطلب الحب بلهفة، أو نرفضه خوفًا من الألم؟

لماذا نجد أن بعض الأفراد مضطربون بعلاقاتهم العاطفية بين الرغبة بالاقتراب والخوف والابتعاد؟

الجواب قد يكون في نمط التعلق الذي تشكل لدينا في الطفولة.

اقرأ عن كيف تشجع طفلك على الذهاب الى الارشاد او العلاج النفسي


نمط الارتباط هو الطريقة التي نتعلم بها، منذ سنواتنا الأولى، كيف نقترب من الآخرين، ونثق بهم، ونطلب الدعم. يتشكل هذا النمط من خلال العلاقة الأولى في حياتنا، غالبًا مع الوالدين أو من تولى رعايتنا. هذه العلاقة تترك بصمة نفسية عميقة، تؤثر لاحقًا في صداقاتنا، علاقاتنا العاطفية، وحتى كيف نفهم ذواتنا.

وعرف عالم النفس جون بولبي الارتباط بأنه: نزعة فردية داخلية لدى كل إنسان تجعله يميل لإقامة علاقة عاطفية حميمة مع الأشخاص الأكثر أهمية في حياته، تبدأ منذ لحظة الولادة وتستمر مدى الحياة.

يعتبر بولبي أن الدافع الأساسي للارتباط هو دافع فطري لتحقيق الأمان والبقاء. فالطفل يولد مع حاجة بيولوجية لتكوين رابطة قوية مع مقدم الرعاية حتى يشعر بالأمان ويتمكن من النمو بشكل سليم.


أنماط الارتباط لها أربعة أشكال رئيسية، حسب نظرية الارتباط التي طورها 

جون بولبي وتوسّعت بها ماري أينسوورث لاحقًا، والنمط الأول فقط هو الآمن أما باقي أنماط التعلق فهي غير آمنة.

1-نمط الارتباط الآمن

2-نمط الارتباط القلق 

3-نمط الارتباط التجنبي

4-نمط الارتباط المضطرب


توضيح انماط الارتباط الأربعة.

1-الارتباط الآمن 

الشخص الذي طور نمط الارتباط الآمن يشعر بالراحة في القرب من الآخرين، ويثق بأن العلاقة لا تعني فقدان الاستقلال. حين يواجه صعوبة، يعرف كيف يطلب الدعم دون خوف أو خجل. غالبًا ما يكون قد نشأ في بيئة استجابت فيها الأم أو الأب لحاجاته العاطفية بشكل ثابت وحنون. هذه الاستجابة علّمته أن العلاقات مكان آمن، لا تهديد فيه.


2-نمط الارتباط القلق

الشخص ذو الارتباط القلق يعيش مشاعر متضاربة. هو بحاجة ماسة للقرب، لكنه دائم الشك في نوايا الطرف الآخر. يخشى أن يُترك، ويبحث عن تطمين دائم. نشأ هذا النمط عادة في بيئة كان فيها الدعم متقلبًا، مرة قريبًا ومرة بعيدًا. فيتعلم الطفل أنه يجب أن يبذل جهدًا كبيرًا ليحصل على الحب، ويظل خائفًا من خسارته.

للتعرف على اضطراب القلق 


3-نمط الارتباط التجنبي

هذا النمط يتصف بالابتعاد العاطفي. الشخص هنا يتجنّب القرب، يفضّل الاعتماد على الذات بشكل مفرط، ويجد صعوبة في التعبير عن مشاعره. نشأ هذا النمط غالبًا في بيئة لم تكن تستجيب لحاجات الطفل العاطفية، أو كانت تنتقدها أو تهملها. فتعلم أن الأفضل له ألا يُظهر مشاعره، وأن الاعتماد على النفس هو السبيل الوحيد للبقاء.


4-النمط المضطرب أو غير المنظَّم

هذا النمط أكثر تعقيدًا، ويتسم بالخوف من العلاقة والرغبة بها في آنٍ معًا. الشخص قد يتصرّف أحيانًا بعنف أو بتجنب مفرط أو بتعلق شديد، لأن تجربته الأولى في العلاقات كانت مخيفة أو مرتبكة. قد يكون تعرّض لسلوك مسيء أو غير متوقع من مقدّم الرعاية. فينشأ بداخله صراع بين الرغبة في الحب والخوف منه.


لكن الخبر الجيد أن هذه الأنماط ليست حُكمًا نهائيًا. يمكن للفرد أن يتعلم نمطًا آمنًا من خلال تجارب علاجية أو علاقات صحية تساعده على إعادة بناء ثقته بالآخر وبنفسه. المعرفة والعلاج النفسي، خاصة العلاجات القائمة على العلاقات، مثل العلاج المرتكز على الارتباط أو العلاج الجدلي السلوكي، قد تكون مفيدة جدًا.

كما أن وعي الأهل بأنماط الارتباط يتيح لهم فرصة التفاعل الآمن مع أطفالهم منذ فترة الولادة، لتشكيل نمط تفاعل وارتباط آمن وعلاقات صحية.

ركز بولبي ايضا على مفهوم "قاعدة الأمان" التي يوفرها الارتباط الآمن، إذ تتيح للطفل الشعور بالطمأنينة والثقة لاستكشاف بيئته والتفاعل مع الآخرين.

معرفة نمط الارتباط الخاص بك ليست تصنيفًا، بل بداية لفهم أعمق لأنفسنا. حين نفهم لماذا نقترب أو نبتعد، نغضب أو نخاف، نطلب أو نتجنب، نبدأ بإعادة كتابة علاقتنا بأنفسنا والآخرين بطريقة أكثر وعيًا ورحمة.

قد تكون معرفة نمط تعلقك هي الخطوة الأولى لفهم كثير من ردود فعلك في العلاقات.


لحجز استشارة أونلاين أو في مركز عافيتي - غازي عنتاب


اضغط على الرابط للتواصل عبر الواتس أب:

https://wa.me/message/WQK52NAOWTI2C1

أو من خلال رقم الهاتف 

87 39 202 507 90+

المصادر

https://www.unicef.org/sop/reports/early-childhood-development?utm_source.com

https://www.who.int/ar/publications/i/item/9789240073074?utm_source.com

https://iris.who.int/handle/10665/352623?utm_source.com

مشاركة المقال:

مقالات مشابهة

النشاط البدني والصحة النفسية

توعية

منذ 3 أسابيع
النشاط البدني والصحة النفسية

في هذا المقال على منصة عافيتي، نستعرض كيف أن النشاط البدني يُعد وسيلة طبيعية فعالة لتعزيز الصحة النفسية، وتحسين المزاج،...

القلق الاجتماعي: حين يتحوّل الخوف من الناس إلى عائق للحياة.

اضطرابات وعلاج

منذ شهر
القلق الاجتماعي: حين يتحوّل الخوف من الناس إلى عائق للحياة.

في عافيتي، نوضح لك اضطراب القلق الاجتماعي وكيف يؤثر على علاقاتك وفرصك، ونقدّم لك الاستشارات النفسية والتثقيف النفسي المت...

اضطراب الهلع

اضطرابات وعلاج

منذ شهر
اضطراب الهلع

اضطراب الهلع يُربك الحياة لكنه قابل للعلاج. في منصة عافيتي نساعدك على فهم أعراضه وأسبابه وخيارات العلاج المتاحة، مع إمكا...

هل يشفى الاضطراب النفسي؟

اضطرابات وعلاج

منذ شهر
هل يشفى الاضطراب النفسي؟

هل يشفى الاضطراب النفسي؟ في منصة عافيتي نوضح الفرق بين الشفاء والتعافي، ونستعرض أنواع الاضطرابات النفسية، العوامل المؤثر...