فريق مركز عافيتي بإشراف أ. صلاح الدين لكه
منذ 3 أسابيع
المناعة النفسية والتحصين ضد الشائعات في ظل الظروف والكوارث والاضطرابات الأمنية
في ظل الانفجار الإعلامي وتضارب الروايات، خاصة في السياق السوري بعد التحرير، لم تعد الشائعات مجرد احتمال عابر، بل واقع يومي يتسلّل إلى العقول والنفوس دون استئذان. ومع الحرب والنزوح وتغيّر الظروف وغياب الثقة، يصبح الحفاظ على التوازن النفسي ضرورة بقاء لا رفاهية فكرية.
ما هي الشائعة؟
الشائعة هي معلومة أو قصة تنتشر بين الناس دون أن تثبت صحتها أو تؤيَّد بأدلة، وغالبًا ما يتم تناقلها شفهيًا أو عبر وسائل غير موثوقة.
كيف تنتشر ولماذا هي خطيرة؟
* طرق الانتشار: تنتقل الشائعات عبر المجالس، الأحاديث اليومية، وسائل التواصل الاجتماعي، والمجموعات المغلقة، خاصة في غياب المصادر الرسمية أو ضعف الوصول إليها.
خطورة الشائعات:
* إثارة القلق والخوف الجماعي.
* التأثير على القرارات الفردية والمجتمعية.
* نشر معلومات مغلوطة قد تؤدي إلى أضرار مادية أو نفسية.
* تقويض الثقة بين الأفراد والمؤسسات.
* آثار اجتماعية وثقافية واقتصادية مدمرة على المستوى المتوسط وطويل الأمد.
للإطلاع على مخاطر التعرض المستمر لأخبار الكوارث والأزمات وسبل التفاعل الإيجابي معها
ما هي المناعة النفسية؟
المناعة النفسية هي قدرة الإنسان على مواجهة الضغوط الحادة والمزمنة دون فقدان الاستقرار الداخلي أو الانهيار، مع القدرة على التكيّف وإدارة القلق والتفكير بوضوح حتى في أحلك الظروف.
مكونات المناعة النفسية
تتكوّن المناعة النفسية من:
1. الكفاءة الذاتية: الثقة في القدرة على مواجهة التحديات.
2. تنظيم العواطف: التحكم في ردود الفعل الانفعالية والحفاظ على التوازن النفسي.
3. القدرات المعرفية والتفكير النقدي: التحقق من المعلومات وعدم التسرع في تصديقها.
4. تقبّل التغيير: المرونة في التكيف مع الظروف المتغيرة.
5. العلاقات الاجتماعية الداعمة: وجود شبكة دعم آمنة ومساندة.
6. الشعور بالمعنى والسيطرة: الإحساس بوجود هدف وإمكانية التأثير على الحياة.
دور المناعة النفسية في مواجهة الشائعات:
في بيئات مضطربة ، تصبح المناعة النفسية بمثابة الفاصل بين التماسك والانهيار، وبين رد الفعل المدروس والانجراف وراء الذعر. فالمناعة تبنى بالتدريج عبر تنمية التفكير والتحليل وتحمل الغموض، وتساعد الأفراد على التعامل مع الإشاعات دون أن تؤثر على قراراتهم أو تزعزع استقرارهم النفسي.
اكتشف المزيد عن الدعم النفسي الاجتماعي في أوقات الحرائق والكوارث
في سورية على سبيل المثال، حيث فقد كثيرون منازلهم وتضررت البُنى المجتمعية وسبل العيش، يصبح الحديث عن المناعة النفسية حديثًا عن قدرة الطفل في المخيم على التعامل مع إشاعة عن ترحيل، وعن قدرة الأم على ضبط قلقها أمام أخبار عن نقص الغذاء أو الدواء، دون أن تعرف مدى صحتها.
كيف نعزز مناعتنا النفسية؟
1. تنمية التفكير النقدي والتحقق من المصادر قبل التفاعل مع أي معلومة.
2. التوازن بين استهلاك الأخبار والحفاظ على الراحة الذهنية.
3. تقوية الروابط الاجتماعية الإيجابية.
4. ممارسة الرعاية الذاتية بانتظام (النوم، النشاط البدني، الأنشطة المهدئة).
5. التعبير الآمن عن المشاعر.
كيف نحصّن أنفسنا ضد الشائعات؟
* اسأل: من نشر المعلومة؟ وهل مصدرها مختص ورسمي وموثوق؟
* تأنَّ قبل التفاعل أو إعادة النشر.
* تجنب أماكن أو مجموعات تغذي القلق بالشائعات.
* ثق بعقلك وحكمتك ولا تنجر وراء ردود فعلك العاطفية فقط.
* علّم من حولك، خاصة الأطفال والمراهقين، أساليب التحقق من الأخبار.
*حاول مع أسرتك واطفالك اكتساب مهارات ادارة المشاعر ومهارات التهدئة والتنظيم الانفعالي.
*تذكروا أن الكلمة والمنشور والرسالة مسؤولية، وقد تسبب ذعراً او مشاكل كبيرة لمجموعة من الناس، فتريث ولا تساهم بإشعال الحرائق ونشر الخوف.
الخاتمة:
لا يمكن منع الشائعات من الظهور، لكنها لا تستحق أن تسكن داخلنا. في السياق السوري، تصبح المناعة النفسية شكلًا من أشكال المقاومة: مقاومة الانهيار والتدمير، والانسياق، والاستلاب. إنها الفهم قبل التصديق، والهدوء والحكمة قبل الفعل، والسعي للعيش الكريم المستقر.
لحجز استشارة أونلاين أو في مركز عافيتي - غازي عنتاب
اضغط على الرابط للتواصل عبر الواتس أب:
https://wa.me/message/WQK52NAOWTI2C1
أو من خلال رقم الهاتف
87 39 202 507 90+
قائمة المراجع:
https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/mental-health-considerations.pdf
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/mental-health-strengthening-our-response
