فريق مركز عافيتي بإشراف أ. صلاح الدين لكه
منذ شهر
اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية
في عالمنا اليوم، الصدمة ليست مجرد لحظة مفاجئة، بل هي تجربة تفوق القدرة على الاحتمال والوصف، تعيد تشكيل واقعنا ومنظورنا لما حولنا.
حيث تعتبر حوادث الخطف والعنف الجسدي والنفسي تجاه الأطفال والكبار، والتعذيب في المعتقلات، والاغتصاب والأعتقال المفاجئ والإخفاء القسري، ومشاهدة الضحايا بعد القصف والتفجيرات وغيرها حوادث مؤهبة للاصابة باضطرابات مابعد الصدمة النفسية.
لنتعرف سوياً ما هي الصدمة النفسية ؟
تتضمن الصدمة النفسية او "الجرح النفسي" ردود فعل جسدية وفكرية و نفسية شديدة، يعاني منها الأشخاص بعد حدث مؤلم مفاجئ وغير متوقع، يتضمن أذى او تهديد بالاذى أو بالموت للنفس او للمقربين.
يمكن أن تتضمن الصدمة النفسية مزيجاً من مشاعر شديدة من الحزن والتوتر والرعب والخوف، والعجز، حيث يدرك الناس أنهم لا يستطيعون التعامل مع الأحداث الخطرة وآثارها، مما يجعلهم يعتقدون أنهم وأحبائهم ليسوا آمنين.
غالباً ما تكون الصدمة النفسية:
- نتيجة حدث خطر مفاجئ وغير متوقع.
- تهدد أمن وسلامة الشخص او سلامة من يحب.
- تؤدي إلى الشعور بالحزن الشديد والتوتر والرعب.
- قد يكون التعامل مع تأثيرات هذا الحدث أمراً صعباً للغاية بالنسبة للشخص.
تتضمن الأعراض الشائعة للصدمة ما يلي:
- التجنب لكل مايذكر بالحدث كالأماكن والأصوات والأفكار المتعلقة به.
- الذكريات الملحة المتطفلة عن الحدث، واسترجاع تفاصيل الحدث كما لو كان يحصل الآن.
- الخوف والشعور بالعجز.
- الشعور بالانفصال عن الواقع.
- الغضب وإنكار وقوع الحدث وعدم تقبله.
- الارتباك وصعوبة التركيز.
- الحزن الشديد والقلق، وتقلب المزاج.
- الشعور بالذنب أو الخجل.
- لوم النفس.
- الانسحاب الاجتماعي.
- فقدان الاهتمام بممارسة الأنشطة اليومية.
- الخدر العاطفي.
تشمل أعراض الصدمة النفسية الجسمية ما يلي:
- صداع.
- تسارع ضربات القلب.
- تعب عام والشعور بأوجاع وآلام في الجسم.
- تشنج العضلات.
- صعوبة النوم والكوابيس.
- فرط اليقظة كالتأهب لوقوع خطر.
- الذعر والأجفال تجاه المثيرات المحيطة.
- اضطرابات الشهية.
- صعوبات التذكر والتركيز والشرود.
ويلجأ بعض الأشخاص للتخلص من آثار الصدمة النفسية لاتباع سلوكيات وعادات مؤذية لتخفيف الألم والذكريات المزعجة، كشرب الكحول والحبوب المهدئة والمخدرات، وقد يلجأ البعض الى سلوكيات اندفاعية خطرة تتضمن تجارب عنيفة او علاقات عابرة غير منضبطة.
ومن المضاعفات لاضطرابات مابعد الصدمة غير المعالجة، الاكتئاب والتفكير بالإنتحار والإدمان.
وبالنسبة للأطفال فإن الأحداث الصدمية تترك فيهم آثاراً تظهر خلال اللعب من خلال إعادة الحدث او بعض أجزائه.
كوابيس مرعبة لهم تتضمن تفاصيل من الحدث الصادم.
في اضطراب مابعد الصدمة النفسية، يتحول الحدث إلى تجربة متكررة لاتنتهي، حيث تستمر آثار الحدث في قلب ونفس الشخص، وحتى لو ذهب إلى أماكن أخرى أو إلى مكان آمن. يحمل معه آثار الحادثة باستمرار.
يمكن لأدنى تذكير أن يعيدنا إلى تلك اللحظة ويعطل سير حياتنا اليومية. يمكن أن يحدث هذا بعد وقت طويل من الحدث، وحتى بعد سنوات.
التعافي من الصدمة النفسية:
إن الحصول على استشارة من مختص صحة نفسية لديه خبرة وتأهيل علمي وعملي في التعامل مع الصدمة النفسية هو الخطوة الأولى.
قد يلزم الحصول على استشارة الطبيب النفسي والعلاج النفسي الدوائي وخصوصاً للدرجات الشديدة من اضطرابات الصدمة النفسية.
من المهم معرفة أن اضطرابات الصدمة النفسية تحتاج علاج نفسي غير دوائي من مختص يتقن طريقة علاجية ويتلقى الإشراف، حيث أن العلاج النفسي الدوائي قد لايكفي.
من أشهر الطرق العلاجية علاج #التعرض_السردي #NET
وعلاج إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركات العين #EMDR وغيرها من طرق العلاج.
في ختام حديثنا عن الصدمة النفسية، يجب أن نُدرك أن التعافي منها يتطلب وقتاً ودعماً. وأن الزمن لايحل التجارب القاسية والصدمات بالضرورة بل على العكس فقد تتفاقم.
الاهتمام بالصحة النفسية والتواصل مع مختصين هو العامل الأهم في التعافي من الصدمة واستعادة الصحة النفسية.
تذكّر أن قوة التعافي تكمن في فهم الألم وتقبل المساعدة للتغلب على الصعوبات وإعادة بناء حياتك بطرق جديدة ومبنية على الأمل والقوة.
المصادر:
https://www.ptsd.va.gov/professional/articles/article-pdf/id1585394.pdf?utm_source=.com
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC8311818/
https://www.ptsd.va.gov/understand_tx/emdr.asp?utm_source=.com
